شؤون سياسية - 26/12/2008 - 2:43 pm
السليمانية – الملف برس – احسان عزيز
في كل عام وقبل حلول اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية الجديدة، ترتدي مدينة السليمانية حلة جميلة تستقطب الانظار والاهتمام من مسافات بعيدة سيما اثناء الليل.
وكتقليد سنوي تتشح واجهات الفنادق والمطاعم الراقية وغالبية المحال التجارية، والساحات والميادين العامة بل ومباني العديد من المؤسسات الرسمية والاهلية بمظاهر الزينة الصاخبة، والمصابيح والبالونات التي تزين في الغالب اشجار الصنوبر المنتشرة بكثرة على ارصفة المدينة وفي ساحاتها، عوضا عن اشجار الميلاد الاصطناعية فيما تغطي صور ومجسمات الشخصية الازلية " بابانوئيل " بملابسه الحمراء ولحيته البيضاء واجهات معظم المحال والمباني الشهيرة والكثيرة، بينما تزين الاعلانات الضوئية الحديثة الجدران ومواقف السيارات في هذه المدينة التي باتت تحتضن حاليا اكثر من مليون ونصف المليون نسمة غالبيتهم العظمى من الكرد طبعا ومعهم عشرات الآلاف من العرب والتركمان العراقيين والاجانب من جنسيات شرقية وغربية، ما يشكل خليطا رائعا من السكان اشبه بمزيج الالوان الصارخة والمتوهجة على اشجار الميلاد وواجهات المباني .
ومع حلول اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية الجديدة التي يحرص اهالي السليمانية على الاحتفاء بها على طريقتهم الخاصة، فان اسعار السلع الاستهلاكية والالبسة تلتهب و تتضاعف كما هو دأب اسواق المدينة في المناسبات السارة، وتكتظ الفنادق حتى الغالية منها بالزوار والسواح من مختلف مدن العراق وبعض دول الجوار، وتحديدا المدن الكردية في كردستان الايرانية، سيما وان اكثرها تحيي حفلات فنية ساهرة تستمر حتى ساعات الفجر الاولى وتستضيف احيانا مشاهير المطربين والفنانين الكرد وغير الكرد، فيما تشهد المتنزهات ومدن الالعاب زحاما غير طبيعي منذ ساعات المساء الاولى وحتى بعد منتصف الليل، خصوصا متنزه آزادي الشهير والمترامي وسط السليمانية، وضاحية سرجنار السياحية ذات المناظر الخلابة ومطاعمها وفنادقها الراقية وساحاتها وحدائقها الجميلة التي تغدو في ليلة راس السنة بالذات اشبه بالجوهرة المتوهجة التي تشع بريقها في كل اتجاه .
كما تخرج غالبية العوائل وخصوصا الميسورة الى الشوارع بسياراتها الخاصة التي تصطبغ ايضا بمظاهر الزينة الدالة على المناسبة، لتجوب الشوارع والساحات في ارتال طويلة قبل ان يلتقي الجميع كبارا وصغارا شيبا وشبابا ومن كلا الجنسين في شارع سالم، بمركز السليمانية حيث تقام الدبكات الكردية الشعبية في حلقات كبيرة وعلى امتداد الشارع الذي يزيد طوله عن خمسة كيلومترات، اذ تتشابك الايادي ويتواصل الرقص والدبكات المختلفة حتى نهاية الدقائق الاخيرة للعام المنصرم، على انغام الاغاني الكردية وايقاع الطبول والمزامير، وسط حماسة الشباب غير المكترث بالبرودة القارسة التي تصل احيانا الى حد الانجماد، والمتطلع الى العام الجديد عله يحمل اليه في جنباته مزيدا من فرص الحياة الرغيدة والعيش الكريم، وكثيرا من فرص تحقيق الاماني والاحلام الوردية.
ومع دقات الساعة عند منتصف الليل و حلول الدقيقة الاولى للعام الجديد، تطلق المفرقعات والالعاب النارية ومن اتجاهات عديدة نحو السماء، لتشكل كرنفالا رائعا من الالوان والتصاميم التي تحيل عتمة الليل الى مشهد ساحر من الالوان والانوار لتبدو كلوحة فنان ماهر تشع بريقا ووهجا ولينصرف الجميع بعد ذلك الى مساكنهم بعد الاحتفاء مع شعوب العالم بمقدم العام الميلادي الجديد وصدورهم تملؤها الاماني التي يطمحون الى تحقيقها في ظل فرص حظ اوفر في السنة الجديدة .
انه اليوم الوحيد في العام والعالم الذي تتطلع فيه الشعوب كلها الى غد يكون افضل من الذي مضى، ويبقى التساؤل المحير قائما ترى هل ان تحقيق الاماني والطموحات منوط بتغيرالاعوام ام ان نيل المطالب ليس بالتمني ولكن تؤخذ الدينا غلابا ؟؟
المصدر : الملف برس - الكاتب: الملف برس
http://www.almalafpress.net/index.php?d=143&id=77194